الفايكينغ هم شعب ملؤوا أوروبا الشمالية و الدول الإسكندنافية, بالضبط في النرويج , السويد و الدانمارك و إيسلاندا, لمدة 3 قرون, من القرن 8 إلى القرن 11 . و كان لديهم أصول قديمة و مخلطة بين الهنود و الرومان . كما يقال أن أصلهم مرتبط بحضارة قديمة إسمها الحضارة الجرمانية .
أصل التسمية :
أصل تسميتهم هو من كلمة فاي التي تعني الخليج الصغير بلغتهم , كما يقال أن أصل التسمية جاء من منطقة فالنرويج اسمها فايكن , و هي المنطقة التي عاش فيها الفايكينج .
و قد اشتهر محاربي الفايكينج بالمجازر الدموية , و من أبرزها مجزرة عام 793 , حيث خرج حوالي 100 محارب محزمين بالأسلحة , و أبحرو إلى مملكة نورثومبريا شمال شرق انجلترا .
و كانت هذه الحملة بقيادة قائد أسطوري و الذي اقترب أن يصبح شخصية خيالية و هو ( راغنار لوثبروك ) , هذا القائد لا توجد تفاصيل كثيرة عنه عكس أبنائه .
ماذا حدث بعد وصولهم هناك ?
بعد وصولهم إلى مملكة نورثومبريا شمال شرق انجلترا وجدوا معابد و كنائس , في ذلك الوقت في أوروبا كانت السلطة للرهبان , هذه السلطة تجعلها تجمع ثروات هائلة من عامة الشعب , قامو بإبادة تلك البلدة التي كانت تعيش في سلام تام , و حسب كثير من الكتب أن ذلك الهجوم كان مجزرة حقيقية, حيث أن الخصم لم يقاوم أبدا . و هذه كانت أول صورة عن همجية الفايكينج , بعد تركهم الأرض قاحلة و استولو عن جميع الكنوز التي جمعها الرهبان .
الهدف من الإبحار ?
كان هدف الفايكينج من السفر هو اكتشاف العالم الخارجي و ما وراء البحار , حيث كان الأغلبية يرفض هذه الفكرة , و كانو يظنون أنهم فقط من يتواجد بهذا العالم .
بعد السفر و الإستيلاء عن الغنائم و الذهب , ازداد تعطشهم و قرروا تكرار الهجمات على الساحل الشمالي لإنجلترا , بحكم أنها كانت الأقرب لهم , و كانت سجلات و كتب الإنجليز تصف هذه الهجمات بالوحشية , و تم تشبيههم بأنهم ذئاب وسط الخرفان , و قد قال عالم لاهوتي اسمه آلكولين يورك أنه لم يرى إرهابا في بريطانيا حتى رآه من طرف الفايكينج , كانو يذبحون القديسين و الرهبان و يعلقوهم في الهياكل , و أساؤوا للمقدسات المسيحية , كما يذ كر أن من بين أسباب العداوة مع الشعوب الأخرى هي اختلاف المقدسات .
مجتمع الفايكينج ?
الفايكينج لهم ثلاث طبقات في السلم الإجتماعي :
الطبقة الأولى : النبلاء و الملوك
الطبقة الثانية : الطبقة الحرة ( الفلاحين و التجار )
الطبقة الثالثة : العبيد و أسرى الحروب
في مجتمع الفايكينج الرجل هو سيد العائلة و كان له الحق في الزواج أكثر من مرة , بالرغم من الهمجية في المعارك فقد كان لهم نظام قانوني, و أصل كلمة LOW التي تعني بالإنجليزية قانون ممتد من عصرهم .
كما أن بعض العادات الإجتماعية كانت غريبة عندهم , على سبيل المثال أنهم كانو يدفننون الموتى في السفن مع ثرواتهم و كان يحرقونها , مع علمهم أن تلك السفن تذهب إلى أرض الأموات .
بعد كثير من معارك راغنار لوثبروك تمكن رولو لوثبروك الذي يقال أنه أخوه من حمل المشعل و بدأ يقوم بحملات عسكرية , و في عام 911 م وصل حتى فرنسا و هجم على باريس في معركة شالتر , لكنه لم يتمكن من الدخول , و بعد الحصار أقام الملك الفرنسي شارل الثالث معاهدة معه , بعد أن قدم رولو الولاء له و الحصول على منطقة نورماندي مقابل أن رولو يحمي نهر السين , و في نفس الوقت تزوج بابنة الملك .
بعد ذلك أصبح رولو من الأسرة الحاكمة , لكن رغم ذلك لم يتخلى عن جينات الفايكينج حيث هجم على مناطق كثيرة في أوروبا , و يقال أنه وصل حتى أمريكا , لكنها ليست موثوقة من طرف المؤرخين و تبقى فرضية محتملة .
معتقدات الفايكينج ?
كان الفايكينج يقدسون الآلهة , أولهم الإله أودين الذي كان بالنسبة لهم هو رب الأرباب , و إله الحرب و الحكمة و الموت , و كذلك الإله ثور و هو إله الرعد , و الإلهة فريا التي يقال أنها كانت تأتي إلى المعارك و تختار المحارب الذي يعجبها , إضافة إلى الإله بالدر و هو إله الضوء .
أما الجنة فاسمها فالهالا , و كانو يعتقدون أنه إذا ماتو بشكل بطولي سيعيشون إلى جانب الإله أودين في فالهالا .
علاقة الفايكينج بالمسلمين ?
حسب بعض الكتب التاريخية وصل الفايكينج إلى بعض بلدان المسلمين , و كانت بعض المعارك بينهم , و أبرزها معركة الأندلس عام 844 .
بعد دخولهم للمدينة و محاولة إبادتها, أقبل القائد الأموي عبد الرحمان الأوسط على إرسال النجدة إلى قوات عبد الله يبن كليب و محمد رسطم, و اجتمعت الجيوش من مدن الأندلس للجهاد في معارك دموية انتهت بفوز الأمويين و انسحاب جيوش الفايكينج بعد طلب الهدنة و الصلح .
كما أكدت وثائق تاريخية أنه كانت هناك علاقة بين المسلمين و الفايكينج في التجارة و غيرها .
و من بين هذه الوثائق التاريخية ما سجله الرحالة الإسلامي احمد ابن فضلان في الرحلة الشهيرة إلى بلاد الفايكينج التي ترجمت إلى عشرات اللغات , و التي تعتبر من أهم المراجع التي تتكمل عن تاريخ الفايكينج و تعاملاتهم و أساليب حياتهم .