المغول الذين قتلو الملايين بأبشع الطرق, دمرو العلم و المكاتب العلمية, وجه الرعب في آسيا تحت قيادة الزعيم جنكيز خان, الذي هدم مكاتب و علم حضارات كثيرة من أبرزها مكتبة بغداد التي كانت في ذلك الوقت رمزا للعلم .
فمن هم المغول :
حسب المؤرخين, المغول عبارة عن قبائل متفرقة من أصل واحد ( عائلة صينية عريقة تسمى عائلة تانج لي ) من شرق آسيا, منغوليا بالضبط في القرن 8 .
هذه القبائل كانت دائما ما تدخل في صراعات, إلى أن جاء القائد جنكيز خان في القرن 13 و استطاع توحيدها, كما مهد لبناء أكبر إمبراطورية في التاريخ, و أكثرها دموية . و هي الإمبراطورية المغولية .
و من هو جنكيز خان و كيف كانت حياته :
جنكيز خان هو الذي استطاع القضاء على الصراعات و النزاعات, و بنى مجده الدموي .
كما يرجح أنه ازداد عام 1162 م . اسمه الحقيقي تيموجين . و وفقا لكتاب التاريخ السري للمغول, قيل أنه بعد ولادته وجدو في يده نقطة دم, و هذا معناه في ثقافة المغول أنه سيكون قائدا عظيما .
في عمر 9 سنين رافق والده لقبيلة أخرى حيث توجد زوجته المستقبلية المسماة بورتي, و كان الهدف من هذا الزواج هو توحيد القبائل . و أثناء عودة أبيه مر قرب قبائل التيتار التي كانت لهم عداوة مع المغول, كبار القوم في هذه القبائل دسو له السم و مات مقتولا .
لما سمع تيموجين خبر وفاة والده قرر العودة للقبيلة من أجل خلافته في القيادة .
لكن قبيلته رفضت إعطائه القيادة بحجة صغره في السن, بعد ذلك تعرض للطرد هو و عائلته .
مما اضطره إلى العيش في البراري رفقة عائلته, و في بعض الروايات يقال أن تيموجين قتل أخاه خلافا على غنائم الصين, و بسبب هذه الأحداث أصبح عديم القلب و لا يرحم, كما أخد زعامة عائلته و جمع بعض الأتباع حتى صار له جيش كامل .
كما كانت له شخصية و كاريزما سياسية و دموية . ساعدته على توحيد القبائل و تكوين إمبراطورية قوية .
و قد توفي سنة 1227 م و دفن في مكان مجهول, و يرجح أنه دفن قرب مكان ولادته في جبال منغوليا الشمالية قرب نهر الأولون .
كيف كان مصير المغول بعد وفاة جنكيز خان :
لم يتوقف المغول بعد وفاة جنكيز خان, بل استمروا في الحروب و الفتوحات حتى وصلوا لمدينة كييف في أوروبا و نهبوها, كما غزو بلغاريا و دخلوا بغداد بقيادة حفيد جنكيز خان ( السفاح هولاكو خان ) , حيث دمروها حرفيا و هتكوا عرضها, دمروا المكاتب العلمية التي كانت تحوي كتب التاريخ, كما أ نه بعد هذا الهجوم تم سقوط الدولة العباسية .
من استطاع مواجهة الطغياب المغولي :
و أخيرا استطاع سلطان دولة الممالك سيف الدين قدس, الدولة التي نشأت في مصر و امتدت من الشام و الحجاز إلى ليبيا أن يوقف المد المغولي بعد هزيمتهم في حرب طاحنة سميت بمعركة عين جالوت سنة 1260 م .
بسبب هذه الخسارة بالضبط بدأت الإمبراطورية المغولية بالنفكك, و إسلام عدد كثير من القادة و بايعو الحكام المسلمين .
بعد ذلك ظهرت إمبراطورية أخرى على أنقاض الإمبراطورية المغولية, لديها نفس الجينات, و هي الإمبراطورية التيمورية, و قد سميت كذلك بالإمبراطورية المغولية الجديدة بزعامة القائد تومولينك, و هو من أعاش الدولة العثمانية الرعب بعد الفوز في حرب ضدهم إثر انسحاب العثمانيين و أسر السلطان العثماني .
و يقال أن الإمبراطورية المغولية كانت تستغل ضعف الدول المجاورة .
و أن جيشهم لم يكن يتوفر على قوة أو عبقرية أو أسلحة عسكرية, بل أن ما كان يشفع لهم في تلك الحروب هو أنه كانو يفاجئون الدول الغارقة في الصراعات الداخلية, كما حدث مع الدولة الخوارزمية و الدولة العباسية .
شئنا أم أبينا فالإمبراطورية المغولية كانت ندب الرعب في كل آسيا .
و من محاسن الصدف أنهم جاؤو بعد نهاية حقبة الفايكينج, فلو تواجهوا لكانت حربا دامية يصعب تقبلها, و لو كنا ليومنا هذا لا نزال نذكر مخلفاتها المرعبة .