سلالة عربية حاكمة حافظت على عرشها زهاء 400 عام حتى اليوم, يمتد نسبهم إلى سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه .
من هم ؟ في أي بلد يحكمون ؟ وكيف وصلوا للحكم ؟
قبل 800 عام تقريبا وفد مجموعة من الحجاج المغاربة إلى الحجاز, اتصلو بالشيخ " قاسم بن محمد " , شريف مدينة ينبع النخل السعودية حاليا, الذي ينحدر من نسل الإمام علي و السيدة فاطمة رضي الله عنهما .
طلب الحجاج أن يرسل الشيخ معهم أحد أولاده تشريفا و تبريكا بآل بيت النبي صلى الله عليه و سلم, فأرسل معهم ابنه " حسن الداخل " المعروف بعلمه و تقواه و ورعه, عاش الشيخ حسن بإقليم تافيلالت و تصاهر مع أهل المغرب .
مرت السنوات و توارث أبناء الشيخ حسن و أحفاده العلم في المنطقة .
و في عام 1640 كان السعديون يحكمون المغرب, هم أيضا هاشميون من أهل نيت النبي صلى الله عليه و سلم, لكن في آخر أيام دولتهم ضعف المغرب بشكل كبير, و تشظى لأقاليم انفصالية يحكمها حكام متناحرون أشاعو الفوضى و الظلم .
فبرز الشريف " محمد الأول " من نسل حسن الداخل فأنهى حكم السعديين, و بعد أن وحد الأقاليم أصبح أول حاكم للمغرب من الأسرة العلوية .
خلفه بالحكم شقيقه" الرشيد " عام 1664 , الذي دعم أسس الدولة الوليدة .
ثم جاء بعدهم الشقيق الأقوى " اسماعيل بن الشريف " الذي حقق نجاحات كبرى, أسس الجيش المغربي الوطني, و وصل بعهده نفوذ المغرب إلى السينيغال و مالي .
و في تلك الفترة انتشرت ظاهرة استرقاق العبيد بالمجتمع المغربي, فقام الملك اسماعيل بتحرير هؤلاء العبيد, و كون منهم جيشا أطلق عليه اسم " الجيش البخاري " .
سبب تسمية الجيش بهذا الإسم هو إقسام الجنود على صحيح البخاري بصيانة السنة النبوية .
عرف عهد الملك اسماعيل بالإنتعاش الإقتصادي و العلمي, و استرد المغرب مدنا احتلها الأوروبيون, و ظل الملك بالحكم 50 سنة أرسى بها دعائم الدولة المغربية .
استلم الحكم بعده ابنه " الشريف أحمد " المعروف بالذهبي, و ذلك بشدة إغداقه بالأموال على الناس و الجنود, و لكن الأشقاء دخلوا في صراع على الحكم لسنين طويلة, بسبب تدخلات الجيش و العثمانيين بالجزائر, و تربص الأروبيين بالمغرب .
و في ظل تلك الأوضاع المضطربة وصل " محمد الثالث " للحكم سنة 1757 , ثم أعاد توحيد المملكة, و حارب البرتغاليين و الفرنسيين, و شهد عهده ازدهارا في كل المجالات, كما تميز بالحنكة السياسية و قطع علاقته مع روسيا لمحاربتها الدولة العثمانية, إضافة إلى كونه كان من أوائل الحكام المعترفين باستقلال أمريكا نكاية ببريطانيا .
و بعد وفاته انتقل الحكم إلى ابنائه حتى وصلنا اليوم إلى الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية .
و خير ما نختم به قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم " قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء , و تعز من تشاء و نذل من تشاء , بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "
صدق الله العظيم .