و تعتبر بريطانيا هي ثاني أكثر الدول بدانة في أوروبا من بعد مالطا، إذ يعاني أكثر من الربع من سكان بريطانيا من السمنة .
و في يوليو من السنة الماضية نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن السير "سايمون ستيفنز" بصفته رئيس الهيئة قوله أن البدانة تسببت في زيادة الوفيات بوباء كورونا بين البريطانيين .
كما أضاف أن السمنة تضاعف من خطر التعرض للوفاة بفيروس كورونا، لهذا فهناك حاجة ملحة لاستغلال هذه التجربة لمعالجة بعض المشاكل الصحية الطويلة الأمد ، إضافة إلى التعامل بجدية بخصوص الوقاية منها، بما في ذلك مشكلة السمنة .
و قالت الصحيفة أن "بوريس جونسون" رئيس الوزراء البريطاني قد فكر في بعض الخطط للتقليص من أزمة البدانة، خاصة بعد مواجهتة كورونا، وتتضمن هذه الخطط الإنتشار الواسع لمراقبي الوزن، والحظر من الإعلانات الخاصة بالوجبات السريعة قبل التاسعة مساء .
و كما هو متفق عليه فالوزن الزائد هو سبب رئيسي في زيادة خطر التعرض للإصابة بداء السكر من النوع الثاني، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والكبد، و العديد من أنواع السرطان .
و في ولاية "نيو أورليانز" الأمريكية التي يعاني سكانها من السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم بمعدلات أعلى .
قال الأطباء ومسؤولو الصحة العامة أن هذه الأمراض قد تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا .
كما أشاروا إلى أن الأمراض المرتبطة بالسمنة تلعب دورا كبيرا في الرفع من معدل الوفيات. و يعتبر هذا جرس إنذار للولايات المتحدة بأسرها، حيث تنتشرفيها السمنة المزمنة أكثر من غيرها في الدول المتقدمة .
بلدة تخضع سكانها لرجيم تخفيف الوزن للتصدي لكورونا
في بلدة بجزيرة "لونغ آيلاند" و خصوصا في مدينة نيويورك المجاورة, كان مسؤولو الصحة قد وضعوا نظاما غذائيا جديدا للمحاولة من لخفض معدلات السمنة .
و لمحاربة زيادة الوزن التي تفشت بشكل كبير بسبب الحجر الصحي والإغلاق, ولأن الفيروس يؤثر على المصابين بالسمنة أكثر من غيرهم, في مدينة "هنتنغتون" التي يقطنها حوالي 200 ألف نسمة, قدم مدربو اللياقة البدنية والأطباء برامجا للتمارين الرياضية .
بينما قال الأطباء ومدربو اللياقة البدنية أن التقليل من عدد السكان الذين يعانون من زيادة الوزن, سيساعد على التقيلل أيضا من عدد مرضى فيروس كورونا الجديد .
و يشار أن %42.4 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة وكذلك %18.5 في المئة من الأطفال الأميركيين .
اكتشاف دواء "فعال" يساعد في القضاء على السُمنة
في دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في كلية لندن الجامعية, أظهرت نتائج جد مشجعة في مكافحة السمنة, أنه هناك دواء يستخدم في كبح الشهية، يساعد على تخفيض وزن الجسم بنسبة تصل إلى %20 .
وتمحورت هذه الدراسة حول تأثير عقار "سيماغلوتيد" على البدانة، حيث أن أكثر من %35 ممن تناولوا الدواء، فقدوا ما يقارب خمس إجمالي وزن جسمهم.
حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية, أن هذا العقار يؤثر على مركز الشهية في الدماغ، مما يؤدي إلى تخفيف نسبة الشعور بالجوع، وتخفيض السعرات الحرارية .
الخيار الجراحي أنجع طريقة للتخلص من السمنة
تعدد العوامل المسببة للسمنة يجعلها أحد التحديات الصحية التي تواجها العالم خصوصا مع ارتفاع نسب الإصابة بها و ازدياد المشكلات الصحية التي ترتبط فيها .
جراحات إنقاص الوزن هي الحل النهائي للحالات الخاصة من السمنة, و شروط الجراحة و معاييرها يجب أن تتوافق مع مؤشر كتلة الجسم و عمر المريض و صحته, لتحديد نوع الجراحة الأمثل لخسارة الوزن و المناسب أيضا للتخلص من المشكلات التي ترتبط بها كمرض السكري .
و وفق الخبراء فإن تتبع الطرق الأسلم من ناحية المضاعفات في معالجة البدانة يبدأ بالحمية الغذائية و ممارسة الرياضة و تنظيم توازن الهرمونات في الجسم, كخطوات أولية قبل الخوض في إجراء الجراحة كخيار أخير للتخلص من مشكلة زيادة الوزن المفرطة .