مؤخرا أحدثت شبكة NETFLIX ثورة في عالم السينما و الأفلام, بحيث فتحث الباب لعددٍ كبير من الناس لمشاهدة الأفلام و الوثائقيات و المسلسلات العالمية, و كل هذا فقط من المنزل دون الحاجة للذهاب إلى السينما و بثمن بخس .
و مع هذه الثورة فقد اكتسحت NETFLIXعدداً من المجتمعات التي لها مختلف الثقافات, انطلاقا من الثقافة الأوروبية المنفتحة إلى الثقافة الفارسية المتشدّدة وصولاً إلى ثقافة العرب و الأمازيغ المحافظة, و من هنا فقد صُدمت هذه المجتمعات بعد التعرف على أفكار و توجُّه هذه الشبكة, و الأغلبية استنتجوا أنها تُحرض على الفساد الأخلاقي و تنشُر العُهر في عقول الناس .
و قبل الخوض في النقد, فيجب أن نعرف أولاً من أين أتت ? و لماذا و متى أتت ? و ما هدفها ?
ظهرت شبكة NETFLIX في بداية التسعينيات و لكن ليس بنفس المحتوى الحالي, فسنة 1997 قام السيد ريد هاستنغز و مارك راندولف بتأسيس هذه الشركة التي كانت تعرض خدمة عرض الأفلام في DVD و إرسالها للزبناء .
بينما مع ظهور الأنترنيت طوّرت من خدماتها و أصبحت تعرض الأفلام في الويب و فقط في أمريكا, ومع مرور الوقت أصبحت تعزو دول أمريكا اللاتنية و أوروبا حتى وصلت للعالمية, بحيث سنة 2016 صارت متاحة في أكثر من مئة دولة, و يقر تقريبيا عدد مشتركيها ب حوالي 200 مليون مشترك .
هذا ما جعلها تجني إيرادات مالية كبيرة التي بلغت قيمتها 5 مليار دولار .
و بعيدا عن عرض الأفلام ف NETFLIX تُنتج مسلسلات و أفلام خاصة بها, و أغلبية هذه الأفلام تُحدث ضجّة لأنها تروّج للمثلية, حيث من المستحيل مشاهدة فيلم من إنتاجها دون أن تجد أفعال أو أفكار تدعم المثلية, لدرجة أنه حتى الأفلام العائلية التي بالعادة تكون موجهة للأطفال لا تخلو من هذا .
فلماذا هذا التوجه الفاضح للأفلام ? و لماذا تحرص NETFLIX على الترويج للمثلية و الشدود الجنسي ?
أول سبب يجعل NETFLIX تسير على هذا النسق هو أسلوبها التجاري الذي تحاول به استهداف جميع الطوائف و الجماعات, زيادة على أنها تسوق لنفسها أنها منصة مفتوحة في وجه مختلف المجتمعات و التوجهات قصد إرضاء الجميع, كما أنها تزيل من قاموسها إقصاء الأقلية التي من بينها المثليين و الشواذ .
و من بين الأسباب أيضاً هي القيمة الشرائية للمثليين, بحيث ذكرت الصحيفة البريطانية FINANCIAL TIMES أن القدرة الشرائة عند المثليين تصل إلى 3,7 تريليون دولار, و بالتالي المنتجين يلعبون على هذا التوجه للزيادة في الزبائن و المشتركين لديهم, إضافة على هذا فهناك عدد كبير من الشركات التي تدعم المثلية, و بالتالي قضية الإنتاج لم تعد مشكل بما أنها تستهدف فئة ذات قيمة شرائية كبيرة .
و هناك فئة من الناس تعتبر شبكة NETFLIX على أنها مآمرة, حيث أن هناك جهات لها سُلطة كبيرة وراء الكواليس, و هي التي تدعم المثلية و تروّج لها بجميع الأساليب حتى عن طريق الفنّ .
و بالنسبة للذين لا يتّفقون و يقولون أن مقاطعة هذه الشبكة سيسبب في إفلاسها, فإن أحد المواقع البريطانية ذكر أن NETFLIX لديها دعم مالي كبير, و ما دامت تتطرق لمواضيع مشجّعة للمثلية الجنسية فليس هناك خوف من المقاطعة, زيادة على أن الدول التي تستدرج منها عائدات كبيرة ليست لدى مجتمعاتها مشكل مع المثلية الجنسية, يعني في حالة مقاطعة العرب على سبيل المثال لهذه الشبكة فلن تتأثر بشكل كبير .
في السنة الماضية أُحدثت ضجة كبيرة بسبب عرض شبكة NETFLIX لفيلم فرنسي, الذي رأى الناس على أنه استغلال جنسي للأطفال من جهة و تشجيع على البيدوفيليا من جهة أخرى, هذا الفيلم الذي تسبب في خسارة كبيرة ل نيتفليكس التي اعتذرت في الأخير بعد سحبه من شبكتها, كما أنه لم يغيّر شيئاً في سياسة العمل التي تنهجها .
NETFLIX حالياً بِلُغة الأرقام هي الرقم واحد في مجالها من حيث المواقع و الشبكات التي تعرض الأفلام و المسلسلات و الوثائقيات, فالجودة و المميزات التي تقدمها في الترجمة و 3D و HD ... تجعلها في قمة التميز, بينما المشكل الوحيد يوجد في المحتوى الذي تنتج و تدعم, بحيث يجب الأخد بعين الإعتبار خصوصية كل مُشاهد ,و كمعلومة فهناك العديد من المواقع مثل نيتفليكس HULU و VUDU و CRACKLE و الكثير ...
و في النهاية فالشدود الجنسي يمكن أن يجد له مكاناً في العديد من المجتمعات, فقد صرنا نرى هذا بكل وضوح عكس السابق حيث كان من الطابوهات, فاليوم و بسبب عدة عوامل منها الأفلام و الشركات أصبح عاديا فعل أو رؤية أو حتى قبول التصرفات الشاذة, لأننا بدون شعور تأقلمنا .