يقع الدماغ في الرأس و يعتبر عضواً يعمل كمركز للجهاز العصبي في جميع الفقاريات و اللافقاريات، كما يكون قريبًا من الأعضاء الحسية للحواس, وهو العضو الأكثر تعقيدًا في جسم الفقاريات في الإنسان، و تحتوي قشرته المخية على ما يقرب 14 إلى 16 مليار خلية عصبية، بينما يقدر العدد التقديري للخلايا العصبية في المخيخ بـ 55 إلى 70 مليار . و يتكون من دماغ أمامي، ودماغ متوسط، وجذع الدماغ، ودماغ خلفي .
فكيف يصنع الدماغ حقيقتنا ?
لم يسبق اكتشاف شيء معقد أكثر من الدماغ البشري .
عمليا في الواقع الحقيقي كما هو بالفعل لا توجد روائح و لا أصوات و لا أذواق و لا ألوان, إذا لاحظنا الحقيقة الإجمالية لن نتعرف عليها نهائيا, و لكي نفهم مفهوم الحقيقة يجب علينا أن نغوص في داخل الدماغ و نكتشف كيف لهذا العضو أن يستقبل المعلومات و أن يفحصها و يعيد إعطائها لنا من بعد .
العالم كما نرى مليئ بالصور و الأصوات و الألوان و الروائح, و تظهر بديهية أن الحقيقة هي التي نراها بأعيننا, و تكون حواسنا هي المسؤولة على ملاحظة هذه الأشياء .
و لكن القضية ليست بهذو البساطة, فجمجمتنا التي تحتوي الدماغ; تجعله ينعم بعزلة و هدؤٍ تام, أما دماغنا لم يسبق له رؤية الأشياء المحيطة بنا و مع هذا يستطيع إدراكها عن طريق العينين و الأذنين اللذان يعتبران مخارجه و مداخله .
إلا أنه تلك الأصوات و الصور التي نراها و نسمعها تُرسل كموجات ضغط التي تتحول إلى أشارات كهربائية في داخل الدماغ, كل المعلومات تتحرك بهذا الشكل, و الخلايا العصبية هي المشرفة على انتقال هذو الإشارات الكهروكميائية لداخل الدماغ, بحيث يتواجد ما بين 86 و 100 مليار خلية عصبية, و تكون شبكة جد مكثفة, في كل ثانية ترسل الخلية العصبية عشرات حتى مئات النبضات الكهربائة لآلاف الخلايا الأخرى .
من هذا النشاط تتكون نظرتنا و إدراكنا للحقيقة, فمثلاً صوت نباح الكلب, رائحة القهوة, تلك الألوان الجميلة التي نرى عند غروب الشمس; كل هذا مصنوع في الدماغ, و هذا هو الجوهر الحقيقي للحقيقة .
نأخذ على سبيل المثال حاسة البصر, و مسألة أننا نرى تبدو طبيعية لدرجة لا نتخيل أنه نتيجة لآلية جد معقدة, فالحقيقة ما يسمح لنا بالرؤيا ليس العين فقط, و قصة مايك هي قصه مجسدة لهذا الشيء, فردود فعلنا تأتي فورية, غير أنها في الحقيقة نعيشها في الماضي, و المعلومات الحسية هي عبارة على إشارات كهروكيميائية التي ترسل و تجمع و تألف الدماغ, فحقيقتنا إذن كلها مصنوعة في داخل رؤسنا و الدماغ هو من يصنع هذو الحقيقة .
من خلال تلك المعلومات التي ترسل حواسنا للدماغ, هذا الأخير يكتب حكاية, و كل دماغ يحكي حكايته بصيغته الخاصة .
هناك 7 مليار للأدمغة البشرية في هذه الأرض, و آلاف الملايير للأدمغة الحيوانية, و لا أحد لديه الإدراك لكل حقائق العالم .
كل دماغ لديه نموذج خاص به على العالم الذي يحيط به, و كل واحد يدركه بطريقته الخاصة, و لا مفر من هذا .
نسبة استخدام العقل البشري
إذا كان دماغ الإنسان فعلاً يستخدم فقط % 10 من قدرة عقله كما يقال ، فماذا عن %90 الأخرى, هل هي بدون فائدة ؟ وهل هناك مناطق في الدماغ لا تعمل؟
إذاً هذه النظرية ما هي إلا خرافة ظهرت عام لكي يحسن الناس من ذواتهم ويعملوا بجدّ أكبر.
يعتبر عقل الإنسان هو المسؤول عن وظائف الجسم المختلفة كالسمع و الرؤية والتحدث، كما أنه مسؤول كذالك عن التحكم في العضلات، والتنفّس الذتي يتم من دون وعينا به, وعملية ضخ الدم .
لهذا فإن العقل الداخلي نشيط ويعمل طوال الوقت و بدون توقف, وهناك الملايين من الخلايا العصبيّة، منها المسؤولة عن الذاكرة والأحلام والعقل الباطني.
و في المقولة الشهيرة ل "توماس أدسون" مخترع المصباح الكهربائي أن العبقرية هي %1 من الإلهام، و% 99 من الإجتهاد الشخصي، فالدماغ يتكون من100 مليار خليّة عصبيّة تُنقل المعلومات عبرها , ويتحكم الجانب الأيسر من الدماغ بالجانب الأيمن من الجسم والجانب الأيمن من الدماغ بالجانب الأيسر من الجسم .
العقل السليم في الجسم السليم
للحفاظ على الدماغ بصحة جيّدة، يجب علينا البدء ببعض الأمور الصحية للمحفاظة على عقلنا وبالتالي المحفاظةعلى جسمنا و منها:
الإسترخاء و التأمل : للتخلص من التوتّر والضغوطات اليومية يساعد الإسترخاء على إعادة نشاط العقل والزيادة في معدّل نمو الخلايا العصبية .
ممارسة الرياضة : الرياضة ليست لتقوية عضلات الجسم فقط، لكنها أيضاً تحافظ على صحة الدماغ ونشاطه, مما يحفزه على إنتاج الخلايا العصبية الجديدة .
النوم الكافي : من أهم الأمور التي يجب الإلتزام بها للحفاظ على نشاط و صحّة العقل هي الحصول على ساعات نوم كافية, مما يساعد على تقوية ذاكرة الإنسان و تركيزه .
الأكل المتوازن و الصحي : الفواكه الغنيّة بالفيتامينات و المأكولات البحرية تساعد على الوقاية من أمرض النسيان و تحافظ على سلامة العقل .