هناك عدة فرضيات عن كيفية نهاية العالم, و منها : الإحتباس الحراري, الحروب النووية, الفيروسات المعدلة وراثيا, سقوط نيازك, و العديد من الفرضيات الأخرى .
لننسى كل هذا و نتطرق للفرضيات التي يرشحها العلماء أن تكون الأقرب لنهاية العالم أو الكون بأكمله .
هذه الفرضية مبنية على فرضية أخرى و هي بداية الكون التي بدأت بالإنفجار العظيم حيث انفجر شيء ما و انتشر الكون, كما يفترض أن نهاية الكون ستكون أيضا بسبب انفجار أو توسع الكون و ما يصطلح عليه بالتمزق العظيم . Big Rip
التمزق العظيم يعني أن الكون سيعرف توسعا بطريقة متسارعة بسبب تأثير خواص طاقة المادة المظلمة التي يتكون منها الكون و الفضاء, و مع توسع الكون سيصل إلى نقطة تعرف تمزق المجرات و النجوم و الكواكب .
عملية التمزق العظيم سيفوق تأثيرها القوى الفزيائية التي تحكم الكون, مثل: الجاذبية, النووية القوية, الكهرومغناطيسية, النووية الضعيفة .
و في نهاية هذه العملية سيصبح الكون في حالة سماها العلماء بالتفرد الجذبوي, حيث أنه ستكون جميع قوانين الفزياء بدون معنى , لا الوقت ولا حتى المسافة, و بصيغة أخرى لن يبقى شيء اسمه نسيج الزمكان .
و في حالة وقوع هذا حسب العلماء, لن يحدث إلا بعد ملايير السنين .
أما الفرضية الثانية هي العكس تقريباً, الغلبة ستكون للجاذبية التي ستوقف توسع و تمدد الكون و هي نظرية اسمها الإنكماش العظيم Big Crunch .
و كما قلنا سابقاً فالكون يتمدد بسبب تأثير الطاقة السوداء التي لها الغلبة, كما يرجح أنه في المستقبل البعيد سترفع الجاذبية من تأثيرها, و بالتالي سيتوقف تمدد الكون مما يؤدي إلى انكماشه حتى يصل مرحلة الإنهيار بوصول حجمه إلى الصفر .
و يقال أن هذه العملية ستكون عكسية للإنفجار العظيم, و خلالها سترتفع درجة حرارة الكون و ستنفجر النجوم .
أما في المراحل النهائية لهذه الظاهرة أيضا, ستتبعثر القوانين الفزيائية للكون "نظرية الفوضى" كما سيتبعثر نسيج الزمكان, مما يعني أن الوقت و المسافة سيصبحان بدون معنى .
الفرضية الثالثة التي تسمى التجمد الأعظم أو الموت الحراري Big Freeze .
الكون الحالي يتوسع ببطئ, و جميع الكواكب و المجرات خاضعة لتأثير الجاذبية, و بعد ملايير السنين ستفقد النجوم الحرارة و الضوء اللذان يميزانها, و بسبب هذا سيتوقف إصدار الضوء, بعدها سيدخل الكون في ظلام لا نهائي, و ستبدأ الثقوب السوداء تمتص تدريجيا جميع المواد الموجودة في الكون المظلم و المتجمد بسبب اختفاء النجوم .
ثم بعد تريليونات السنوات سيصبح حجم الثقوب السوداء كبيراً جداً بشكل لا نهائي , بعد ذلك ستبدأ هذه الثقوب كذلك بالتبخر, مما سيؤدي إلى أختفاء كل مادة في الكون حتى نصل إلى النهاية .
إحدى فرضيات نهاية العالم و الحياة على كوكب الأرض
في دراسة قام بها عالم للأحياء الفلكية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا لمعرفة كم باقي من الزمن لنهاية الحياة على هذا الكوكب .
و يقول أن حرارة الشمس جيدة للحياة على الأرض لكنها تزداد سخونة بوتيرة بطيئة, و يضيف أن بعد حوالي خمسة مليارات سنة ستتحول الشمس إلى نجم عملاق أحمر يمكنه بناء قبرٍ لكوكب الأرض, و قبل حدوث كل هذا ستكون للشمس حرارة كبيرة جداً لدرجة أن الكائنات الحية الضعيفة على الأرض لن تستطيع التحمّل, يعني قبل أن يختفي كوكب الأرض بالكامل ستختفي الحياة فوقه بسنوات, لأنه مع ارتفاع درجة الحرارة تدريجيا سيتسبب في المزيد من تبخر الماء و زوال ثنائي أكسيد الكربون الذي تستعمله النباتات, و بالتالي أول ما سيختفي هو النباتات, ثم الحيوانات التي تتغذى على النباتات, مما سيؤدي إلى اختلال التوازن البيئي للكوكب بأكمله, و ستظل الأرض تفقد أحيائها حتى يختفي الإنسان كذ لك, في حين ستبقى الجراثيم القوية و شديدة المقاومة التي بدورها ستستسلم للهِيب الشمس الحار, و بالتالي نهاية الحياة على كوكب الأرض نهائياً .
و فيما يخص نهاية العالم على يد الفيروسات, فليس هناك أي أطروحة مثبتة علمياً تتنبأ بأن الفيروسات هي أحد أسباب زوال العالم ككل, لأن الأوبئة و الفيروسات تعايش معها البشر منذ القِدم, و بهذا فإن فرضية أن نهاية الكون ستكون على يدها مستبعدة كلياً لحدود يومنا هذا .
نهاية الكون علمياً و نظرياً تمّ تنبؤها عن طريق العديد من البحوث, على سبيل المثال نظرية "الإبتلاع العظيم" التي لم نذكرها .
و فيما يخص علم الأديان, الكل متفق على أن نهاية الكون ستكون في مرحلة "يوم القيامة" و لكن كيف ? الله وحده يعلم علم الغيبيات .
" و في النهاية لا تسأل متى الساعة ? و لكن إسأل نفسك ماذا أعددت لها ? "
